الثلاثاء، 23 أكتوبر 2018

دعوة إلى الرقص



أتسمع تلك الموجات الصاخبة ؟!
هي تأشيرتنا لدخول أعماق اللاّعقل، اقترب ،هاتِ يدك، أغلق خلفك همسات العقلاء، وعلّق على جبينك "إنّها ليلة للجنون".
 منذ متى لم ترقص بمثل هذا الصخب!، استدر معي، اجعلنا ندور حول أنفسنا دورات متتالية، اخلع حذاءك كي نتساوى في درجة النشوة، فلا معنى للرقص دون خلع الأحذية، أغمض عينيك وحرّك قدميك يميناً وشمالاً ، جدّد في داخلك دورة الحياة، فنحن معاً، نجنّ معاً.
 ارقص ولا تصغِِ إلى تلك الموسيقى، بل انتشِ بصوتِ خفقات قلبك التي تزداد ثانية تلو الأخرى غبطةً لا تعباً، لحظة مثل هذه لن تتكرر ثانيةً تأتيك مرّة في العمر، فافقد فيها كلّ صوابك . حلّق معي في فضاءات التيه، اقرأ لغة كفّيك حول  خصري.


لاتلتفت لمن يختلس النّظر خلف الباب، دعه يختلس ماشاء، لن يضرّنا مايقوله، فليس علينا حرجٌ أو عتب؛ أنسيت أنّا اليوم  من فصيلة المجانين؟!.

 الرقص  ليس إلاّ الجنون، كلاهما يحتاجان لجسدٍ رشيق وعقل أغرقه البعد، فاغرق في بحوره كطفل يتعلم الحبو للمرة الأولى.
 ارتفع قليلاً ثم اهبط ,اجعل جسدك ينحني للهواء، فهذه السعادة لم تُخلق لتُدفن في سكون الحياة,بل لتجعلنا نتمايل كذيل طاووس فوق هضبة خضراء.
 بين ذرّات الهواء المدعوة لحفلة جنوننا، أطلِق يديّ واستدر للخلف، انظر كيف يرقص الكون معنا ، الكلّ يحتفل  بجنوننا، الكون أسعده أنّا لم نعد عقلاء.أرأيت كم من صديقٍ انتظر هذه اللحظة!

ياللخيبة الكبرى لم يدروا أنّا الآن أصبحنا بجنونا عقلاء، اقتلهم  في كل دورة تدروها، مع كل حركةٍ ينبض بها جسدك، ادفنهم في خصلات شعري الليلكي المتناثر في الهواء، مع هسهساتِ أقراطي القرمزية، أغمِض عينيك، و اضحك بصوتٍ مرتفع، مرتفعٍ للغاية، عبّر عن سخطك، وعن فرحك، اكبر قبل وقتك، واصغر بعد كبرك، اشكرِ الإله على نعمة الجنون في لحظة اخترناها بأنفسنا، ارقص بقلبك، بكل شبر فيك، أعلِن عن التصاق قدميك بحضن الأرض.....ارقص ...هاهو الصبح يشاركنا فرحتنا..
 دعنا نطفئ شموع مولدك: "واحد...اثنان...ثلاثة...كلّ رقصة وأنت جنوني ...!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق